ليس مسيحي، ذلك الذي تتكلمون عنه.
نعم لأن رسالة مسيحي تختلف كليا عن رسالة مسيحكم، وأهداف مسيحي مغايرة جدا لأهداف مسيحكم.
تتكلمون عن مسيحكم وكأنه اتى بدستور جديد، أو كأن بشارته كانت سلسلة من الشرائع الاضافية، وكأنه كان يطالب بأخلاقية مسيحية تختلف عن سائر الأخلاقيات والقيم
مسيحكم له اتباعه ومناصريه ، يختلفون عن البشرية… اما مسيحي فلا…
مسيحكم تعلمت وحفظت عنه الكثير، أما مسيحي اكتشفته واختبرته…
مسيحكم محصور ومحدود بشعب، بفئة من الناس كما كان محصورا اله اليهود بشعب الله المختار.
مسيحي اكبر وأعظم من ان يحدد بفئة من البشر او يصبغ بلون الناس.
مسيحي أبدي أزلي، لا يتغير، لا يتلَوَن، لم يأتِ بأخلاقية جديدة، لم يأتِ بدستور جديد، ولا كانت بشارته سلسلة من الشرائع الاضافية.
المسيح الذي اتبعه جاء يكشف للانسان عن دعوته الأساسية ، جاء يبشّر بالأنسنة الأصلية: “أن تكون مسيحيا يعني ان تكون انسانا، لأن المسيح لم يولد كنموذج انسان، بل انسان بحد ذاته – ديتريش بونهوفر”
ليست الأخلاقية المسيحية مختلفة عن سائر الأخلاقيات ، فتاريخ الإنسان هو تاريخ انسنته الشخصية، ولا وجود لأخلاقية خارج الإنسان أو بمعزل عنه لأنها من صنعه.
للحيوان غريزة يعتمدها للبقاء، ومعه تخلق القوانين التي تحكم تصرفاته…، أما مع الإنسان فنكتشف عبر التاريخ الطريق الذي قطعته الإنسانية نحو التأنسن … حتى وإن كان تمدننا اليوم لا يزال يفتقد للإنسانية، ومدنيتنا الحاضرة لا تزال في كثير من المظاهر قليلة النسانية وبعيدة كل البعد عن الإنسان المسيح
مسيحي لم يأت الا ليذكر الانسان بأنه انسان، جاء ليصالح الإنسان مع انسانيته التي خانها على طريق مدنيته المتعطشة للمادة
مسيحي جاء ليذكر الإنسان بأن إنسانيته هي صورة عن الله الخالق
أعرف المسيح انسان ثائر في سبيل استرجاع الإنسانية، تألم ولم ينحن للظلم، أبى ان يقبل بإضطاد الانسان للإنسان، جاء يعلن بشارة المحبة المجانية، ولم يفرق بين البشر.
مسيحي اله محبة ، انه قدرة على الانسحاق من اجل الإنسان والإنسانية ، ولا يستطيع الانسان ان يعرف المسيح الحقيقي الا اذا انسحق حبا في سبيل الإنسانية والإنسان… وعلى المسيحيين مرة اخرى ان يكتشفوا ان لا نفع لمسيحهم الزعيم، القائد، مؤسس ديانة
لا شيء يفقد الانسان انسانيته كالخضوع لصنم مصنوع من رغباته وأنانيته ونظرته المفرقة للبشر.
وأكثر ما يتوِّج الانسانية والانسان هو الايمان بالحب الذي لا ينكر العقل بل يتجاوزه احيانا الى الحرية و ال “لا محدودية”.
” كلما أصبح الانسان انسانا التهمته الحاجة واحس بحاجة اكثر وضوحا ورفاهية وترفا الى العبادة” – دوشاردان
ROGER CORTBAWI روجيه قرطباوي
ديتريش بونهوفر – Dietrich Bonhoeffer
هو قس لوثري وعالم لاهوت مناهض للنازية. بجانب كتاباته الدينية، اشتهر بونهوفر بمقاومته القوية ضد الديكتاتورية النازية. وأُعدم شنقًا في أبريل 1945م، بعد أن قضى فترة سجينًا في معسكر الاعتقال النازي، وكان ذلك قبل استسلام ألمانيا بثلاثة وعشرين يومًا فقط.
بيير تيلار دي شاردان 1881 – 1955 Pierre Teilhard de Chardin
هو فيلسوف وكاهن يسوعي وجيولوجي فرنسي والذي تخصص بعلم حفريات ما قبل التاريخ والحفريات وساهم باكتشاف إنسان بكين
وفي أهم كتبه المسمى “ظاهرة الإنسان” شرح تطور الكون بطريقة فريدة وابتعد فيها عن تفسيرات سفر التكوين التقليدية لصالح تفسير أقل صرامة مما اثار حفيظة بعض رجال الفاتيكان . وفي الآونة الأخيرة، أشار البابا يوحنا بولس الثاني إلى مواقف أكثر ايجابية تجاه بعض أفكاره. وفي عام 2009، اشاد البابا بنديكتوس السادس عشر بفكرة دي شاردان التي تعتبر الكون “المضيف الحي”